الحلقة السادسة و الستون
الشهيد زيد بن الامام السجاد علي بن الحسين عليهم السلام واسباب ثورته ... 6 حلقات ستكون مخصصة للشهيد زيد ونهضته المباركة تابعونا
الشهيد زيد بن عليّ بن الحسين بن عليه السّلام
ولادته
وُلد زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام بالمدينة بعد طلوع الفجر سنة ست وستين أو سبع وستين من الهجرة (1). وأمه أم ولد من السِّند، وهي أم إخوته عمر الأشرف وعليّ وخديجة (2)، اشتراها المختار بن عبيد الثقفي أيّام ظهوره بالكوفة بثلاثين الفاً وبعث بها إلى الإمام زين العابدين عليه السّلام:
يقول عمر الجعفري: كنت أدمن الحج فأمرّ على عليّ بن الحسين عليه السّلام فأسلّم عليه، وفي بعض حججي غدا علينا عليّ بن الحسين عليه السّلام ووجهه مشرق فقال: جاءني رسول الله صلّى الله عليه وآله في ليلتي هذه حتّى أخذ بيدي وأدخلني الجنة وزوّجني حوراءَ، فواقعتها، فعَلقَت؛ فصاح بي رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ بن الحسين، سمِّ المولود منها زيداً. فما قمنا من مجلس عليّ بن الحسين عليه السّلام ذلك اليوم وعليّ يقصّ الرؤيا؛ حتّى أرسل المختار بن أبي عبيد بأمّ زيد هدية إلى عليّ بن الحسين عليه السّلام اشتراها بثلاثين الفاً؛ فلما رأينا إشفاقه بها تفرّقنا من المجلس؛ ولما كان من قابل حججت ومررت على عليّ بن الحسين عليه السّلام لأسلّم عليه، فأخرج زيداً على كتفه الأيسر وله ثلاثة أشهر وهو يتلو هذه الآية ويؤمئ بيده إلى زيد: هذا تأويلُ رؤيايَ مِن قَبلُ قد جعلَها ربّي حقاً (3).
ويشهد لما تضمّنته هذه الرواية من قصة الرؤيا رواية أبي حمزة الثمالي المرويّة في مجالس الصدوق مسنداً إليه، وفي ( فرحة الغري ) للسيد ابن طاوس بحذف الاسناد.
* * *
اسم أمه
ينصّ الحديث المروي في « الفرحة » بأنه حوراء، ويعرفنا النسّابة أبو الحسن العمري في « المُجدي » بأنه غزالة، وجاء في « غاية الاختصار » (4) بأنه جيداء وفي « سر السلسلة العلوية » و « الحدايق الوردية » جيد. ونحن إذا قرأنا ما يحدّث به المبرد في الكامل (5) من أن العرب تسمّي الأَمّة حوراء وجيداء ولطيفة، أمكننا موافقة المجدي فقط، لكون هذه الألفاظ إنّما يُشار بها إلى خصوص صنف الإماء وليست للميزة بين أفراد ذلك الصنف.
* * *
أوّل مَن سمّاه زيداً
لا يجازف من يرتئي صدور التسمية منه سبحانه وتعالى وَحياً على لسان الأمين جبرئيل، أعلَمَ بها النبيّ صلّى الله عليه وآله حينما حدّثه بما يجري على مهجته وفلذّة كبده ( صليب الكناسة ) من الحوادث الغريبة والغريبة جداً، بعد ما يقرأ في حديث أبي ذر الغفاري وقد دخل على النبي صلّى الله عليه وآله فرآه يبكي فرقّ له وسأله عما أبكاه، فأخبره بأنّ جبرئيل عليه السّلام هبط عليه وأخبره أن ولده الحسين عليه السّلام يُولَد له ابن يُسمّى علياً ويُعرف في السماء زين العابدين، ويولد له ابن يسمى زيداً يُقتل شَهيداً.
وفي حديث عليّ عليه السّلام: أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله بقتل الحسين عليه السّلام وصلب ابنه زيد بن عليّ عليه السّلام. قلت له: أترضى يا رسول الله يقتل ولدك ؟ قال: يا علي، أرضى بحكم اللهِ فيَّ وفي ولدي، ولي دعوتان: أمّا الاولى فاليوم، والثانية إذا عُرضوا على الله عزّوجلّ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: يا عليّ، أَمِّن على دعائي: اللهمّ أحصِهم عدداً، واقتُلهم بَدداً، وسلِّط بعضَهم على بعض، وامنَعهم الشرب من حَوضي ومُرافقتي؛ ثمّ قال: أتاني جبرئيل وأنا أدعو عليهم وأنت تؤمِّن فقال: لقد أُجيبتْ دعوتُكما